-A +A
لنا لقاء

زواج بلا مأذون

عبد الرحمن بن عبد العزيز الهزاع

جاء الصيف كما هو الحال في كل عام، وبدأت أسراب السياح السعوديين تهاجر إلى الخارج باحثة ــ كما تقول ــ عن جو معتدل ومعالم سياحية تراها أول مرة، أو تعيد الاستمتاع بها مرة أخرى. بعض من يسافر، وخاصة من الشباب، دافعهم ليس السياحة وإنما البحث عن متعة وهمية لا تدوم ... في كل يوم تطالعنا الصحف والمواقع الإلكترونية بقصص مخجلة عما يفعله هؤلاء ممن يتزوجون للمتعة الوقتية ويهربون، تاركين وراءهم أجنة في أرحام نساء بريئات لا حول لهن ولا قوة. سفاراتنا في كثير من العواصم العربية والآسيوية تنادي بصوت عال بضرورة وضع حد لهذه التصرفات الرعناء والتي وقع بعض مرتكبيها ضحية النصب والاحتيال. في مقاله في صحيفة الوطن العدد 3212 تحدث الزميل صالح الشيحي عن نموذج من هذه المهازل التي يتعرض لها السعوديون في إندونيسيا ممن يتظاهرون بأنهم يبحثون عن زوجة صالحة على سنة الله ورسوله. تصوروا معي أن وسيط الزواج (السمسار) لا مانع لديه أن يكون مأذونا، بل بلغت التنازلات حدا وصل إلى إمكانية الاستغناء عن عقد الزواج والحصول على الفتاة ... وهذا يعني (الزنا) والعياذ بالله. قصة أخرى عن معاناتنا في الزواج من الخارج قرأتها في أحد المواقع الإلكترونية بطلها سعودي ترك ابنه وهو جنين في بطن أمه في الهند، وبعد بحث وتحري من الابن لمدة ثمانية وعشرين عاما تمكن من التعرف على أبيه في المملكة في أحداث درامية سخرت منها الصحافة الهندية وشبهتها بأفلام هوليوود. حتى الذين لديهم في البداية الجدية وحسن النية في زواج شرعي من الخارج لنا معهم معاناة من نوع آخر، حيث نجد منهم من يترك زوجته وأولاده في بلدانهم ويعود المملكة مؤكدا أنه سيعود إليهم مرة أخرى، ولكنه قد يختفي إلى الأبد أو لا يفكر في أن يعود. التلفزيون عرض قبل مدة في برنامج (أمن وأمان) الذي يعده ويقدمه الزميل محمد القمشع، قصصا محزنة لسيدات في عواصم عربية تزوجن من سعوديين وأنجبن أطفالا ولا يعلمن عن رب الأسرة شيئا، وقد لجأن إلى السفارة لإثبات الأبوة والبحث عن مساعدة تؤمن لهن الستر والكفاف.
إلى متى سنستمر في سماع وقراءة مثل هذه القصص؟ أين الوازع الديني والأخلاقي؟ أين الحفاظ على سمعة الوطن؟ المسؤولية في التصدي لمثل هذه التصرفات يشترك فيها أكثر من جهة، فوزارة الداخلية عليها التحقق بدقة أكبر من حسن سيرة وسلوك من تمنح لهم تصاريح الزواج من الخارج، وعليها أيضا أن تتابع بطريقة أو بأخرى ما يقع فيه شبابنا ويرتكبونه من أخطاء في الخارج وتحاسب مرتكبيها عند عودتهم. الخارجية بدورها ــ وعبر سفاراتنا ــ مطلوب منها النصح لأبنائنا في الخارج وإرشاد من أراد الزواج إلى الطريق المستقيم والبعد عن مواطن الشبهات. أخيرا وسائل الإعلام وأئمة المساجد لا يمكن إغفال دورهم في التوعية والإرشاد وبيان مخاطر مثل التصرفات وأثرها على سمعة الوطن والمواطن.
hazzaa81@hotmail.com